رواية مجهول الهويه

موقع أيام نيوز

كانت والدتي لا تحمل مثل بقية النساء حتى بعد مضي عشرة أعوام لم تنتفخ بطنها ولم تتأخر دورتها الشهريه كما كانت تأمل حتي ولو مره واحده، نساء أعمامي كل واحده لديها بدل الطفل ثلاثه، تسمعهم والدتي يصر-خون بتذمر لاعنين الأطفال وشقاوتهم بينما تحلم ان تربت على بطنها المنتفخه.

لم تيأس والدتي، اكلت لحم ورن النيل رغم شكله المقزز الذي يشبه سحلية الصحراء، نامت تحت عجلات قطار مسرع، زارت المق1بر ليلا

وهي ترتعش رع-با من صر-خات الريح

دخلت بيوت مسكونه بالاشباح ونامت داخلها حتى اشرقت الشمس من عين تاكو
لكن والدتي لم تحمل ولم يتمكن اي طبيب من اكتشاف العله ويركلها طفلها المنتظر في معدتها.
رضيت والدتي بنصيبها هذا ما اعتقده من حولها، كانت لا تخرج من المنزل، تجلس بغرفتها وحيده بلا تذمر، ثم بعد مرور سبعة شهور بالتمام والكمال حملت والدتي بي.

كان حامل في شهرين عند-ما زارت الطبيب، وطوال سبعة أشهر لم تتوقف عن دهان بطنها بنوع معين كان في مرطمان زجاجي لا يفارقها
حتي خرجت انا للحياه

والدتي لم تحكي لي تلك القصه لأنها توفيت بعد ولادتي بسبعة أشعر، لم تسنح لها الفرصه لسماع صوت ابنها الذي تمنته طوال عمرها

وقد كنت طفل نجيب، شاطر، اسجل درجات مرتفعه في المدرسه

حسن السلوك، كعادة كل طفل وحيد كنت خجول، منزوي

حتي وصلت عمر السابعة عشر حينها ولأول مره سمعت صوت يدوي في المنزل وينادي باسمي

شخص ينادي على طفل ضائع هكذا شعرت، مثل كل شيء غريب تصورت انه هذيان عقلي

لكن الصوت تكرر، في الصحو، في الأحلام، ناصر

ناصر

ناصر

والدي لم يصدقني خاصه انني لم اشتكي من اي شيء قبلها

مضت الايام والسنين حتي تخرجت من كلية الطب وجاء اليوم الذي كنت جالس فيه وحيد في المنزل

وسمعت طرقات على الباب، عند-ما فتحت الباب كان هناك رجل اربعيني غريب المظهر جالس فوق دراجه زهريه

لديه شارب ظريف، شعره مسرح علي جا-نب ومدهون بزيت قرنفل

قال وهو يمد ظرف انت دكتور ناصر؟

قلت اجل

قال كبرت يا دكتور

لم أفهم سؤاله لذلك لم ارد كانت عينيه زرقاء، لم اري مخلوق في بلدتي عيونه زرقاء

قال جواب تعينك

لم اتذكر انني تقد-مت لوظيفه حكوميه

رغم ذلك فرحت

قال الرجل حان الوقت لتسديد الدين

قلت عن أي دين تتحدث؟

_ عن أي دين تتحدث؟ سألت ساعي البريد غريب المظهر، انا لا أتذكر انني تقد-مت بطلب لنيل وظيفه، هذا المظروف لا يخصني !

قال الرجل وهو يفرك ذقنه، أحدهم تقد-م للوظيفه نيابة عنك، المهم ان طلبك قبل، عليك ان تعد نفسك منذ الأن، ستجد العنوان وكل التفاصيل داخل المظروف.

حتي تلك اللحظه لم أكن لاحظت شكل المظروف الغريب، كان قديم جدا لكنه فاخر الصنع، عليه ختم لم أراه قبل ذلك

وزنه أثقل من العادى وداخله عمله معدنيه، او شيء يتحرك راح يهتز كلما حركت المظروف.

حان وقت رحيلي، قال الرجل وهو يعتلي كرسي الدراجه الأنيقه، لدي العديد من الرسائل علي توصيلها

تذكرت انني كنت فظ معه، ولم ادعوه لدخول المنزل، قلت تفضل، ساصنع شيء من أجلك!

قال الرجل شكرا،احرص ان لا تتأخر، حرك بدال الدراجه وانطلق بها علي بعد خطوات التفت رمقني بنظره حزينه واختفي

صفحة الكاتب على الفيس بوك باسم اسماعيل موسى

دلفت للمنزل، عند-ما التفت الرجل تجاهي كانت عيونه خضراء، لم اتوقف عند النظره الحزينه لكن عقلي كان يحاول إيجاد مبرر لتحول لون عينيه بتلك الطريقه

تم نسخ الرابط