رواية مجهول الهويه

موقع أيام نيوز

كنت أرغب بخلق حديث مع أي شخص ربما يرحل زعري، التفتت الفتاه ناحيتي فرأيت النهر والخضره داخل عينيها، كانت بشريه لكن قسماتها وحركاتها مرع-به، لم تكن مثلنا ابدآ

قالت مرحبا

قلت بتلعثم انت ايضا حضرتي لتسديد الدين؟
نظرت الفتاه للعربه الخاليه ولاحظت لأول مره اننا وحدنا داخل العربه ولا يوجد غيرنا

صوبت نظرها نحوي وشعرت ان عينيها تخترقني، لا تتحدث عن الدين هنا، لن تعجبهم تلك الكلمه

قالت بفخر انها الرحله الأخيره لي، بعدها أصبح حره
قلت ماذا تعني بأنها رحلتك الأخيره!؟ حضرتي هنا من قبل؟
أطلقت ابتسامه مقيته كأنها تنتوي آكلي، انت مستجد؟

لم ارد، كنت افكر بشيء اخر، تيشا الفتاه التي كانت جالسه معي، ربما الأصلح ان ابحث عنها بأنها مثلي
قالت الفتاه جرب أن تذهب، لن تفلح بالوصول إليها، مصيرك محدد

لن تغادر تلك العربه الا لوجهتك المحدده

انت تقرأين أفكاري؟

اسماعيل موسى

اكتسبت تلك المهاره لان والدي من الجا-ن قارئي الأفكار، سريعي البديهه

قلت بتلعثم التقيتي والدك؟

تجهم وجهها، قالت بنبره ساحقه، لا أحد يقابل والده ابدا

ماذا يعني ذلك؟ واشرت لها بيدي بلا فهم
قالت الفتاه، هناك محكمه تقام لكل جا-ن تزوج بشريه، أحكام القضاه فيها قاسيه جدا


الحرق، النفي، السجن، في الغالب لا يرى الجا-ن الذي تزوج ببشريه أبنائه
لا تحزن، قبل أن يتخذو تلك الخطوه يعرفون ما ينتظرهم، الزواج الطبيعي يتطلب اذن مسبق من ملك القبيله.

أطلق القطار صافرته وتوقف للحظه، نظرت من النافذه، من العربه الحمراء نزل شخصين، تركهم القطار وانطلق
انتظرت محطتي بفروغ الصبر اتخيل الوحوش التي ستقابلني، الأشباح وألجا-ن باشكالهم المرع-به، نزلتي تيشا قبلي بمحطه

لوحت لي وهي تبتسم وتمنت لي رحله سعيده

لاحظت الفتاه اهتمامي بتيشا وقلقي عليها، قالت بغل، معظم الفتيات والشبان الذين يحضرون هنا لا يعودون مره اخري

قلت سيمoتون؟

قالت لا، الفتيات يتخذهم بعض الجا-ن زوجات لهم، والشبان أيضا

لأن الجا-ن ليسو مثلنا لا يقبلون الديه

كشرت فمي، لم أفهم ولا شيء

قالت الفتاه باستمتاع، احيان تتخذ الجن-يات الذين تعرضو للخيانه من أزواجهم أبناء زوجاتهم ازواج لهم ان كانو ذكور

او لبناتهم

بينما الفتيات بالغالب يتزوجهم إباء الخائنين او ملوك الجا-ن

هذا ليس حقيقه، قلت لها، انتي مختله

ابتسمت الفتاه بحقد، قالت اعتقد في حالتك ستتزوجك الجن-يه التي خانها زوجها مع والدتك، او تزوجك لابنتها حينها لن تعود مره اخري

حاولت أن لا اصدقها بينما قلبي يتلوي من الوجع علي تيشا، اطلق القطار صافرته بلا رحمه ولا شفقه بالأمي
كنت قد وصلت محطتي
المحطه الخاليه، كانت محاطه بالأشجار، الفتاه التي نزلت معي كانت تعرف طريقها، انطلقت بسرعة الريح غير مباليه بي ولا ضياعي
ان اشد حماقات النساء هي إختيار مصلحتهن الخاصه وسرعة الهرب
وقفت دقائق اتلفت حولي، في اي لحظه اتوقع ظهور جا-ن ضخم يقبض علي ويطير بي في الهواء، لكن ولا شخص ظهر، لا استقبال، لا حفلة شاي، لا دليل يقودني في هذه البلاد الغريبه

تم نسخ الرابط