رواية مجهول الهويه
كان علي ان أسير وهذا ما فعلته، بالخارج امتدت امامي صحراء يقطعها طريق ممهد، بقعه قاحله لا حياه بها
تبعت التميمه التي كانت تشير بوصلتها للأمام، الشمس تسلق عنقي ووجهي، حقيبتي الباكيه فوق ظهري، لا انكر انني فكرت في العوده مره اخري، لكن المحطه اختفت فور ان خرجت منها
واصلت سيري مرغم، كان العطش قد بلغ مني مبلغه، الضيق والرع-ب،
بعد ساعه من السير لاحت منازل كثيره، منتظمه في صف كلها من طابق واحد، أسرعت خطوتي حتي بلغت تلك القريه الصغيره
رغم حاجتي للراحه الا ان التميمه كانت تشير للأمام، في منتصف منازل القريه أشارت التميمه لبنانيه قديمه من طابقين ثم توقفت عن الاشتعال.
دلفت خلال الباب المفتوح كان هناك ما يشبه رواق خالي، لا مقعد، لا اريكه، لا سرير، مجرد ارض صلبه
ناديت بنبره متزنه هل من احد هنا؟
حتي هذه اللحظه ومنذ خروجي من القطار لم اري سوي تلك الفتاه البشعه التي تخلت عني، ارتقيت سلالم مكسره وانا علي وشك إخراج سيجاره لادخنها، بالطابق العلوي كان هناك باب مفتوح لغرفه وحيده، عند-ما لحمت سرير بشري ارتاح قلبي
كل ما ارغب به الآن النوم ولا شيء غيره، خطوتين وكنت داخل الغرفه
ادخن لفافة تبغ وانظر لفتاه شابه متعريه راقده علي السرير بوضعية طائر البطريق
او ليتها ظهري بسرعه، سحبت من لفافة التبغ حتي تعبأت خياشيمي
قلت انت؟.
اذا كنتي بشريه علي ما اعتقد استيقظي من فضلك، لا حياة لمن تنادي
استدرت مره اخري نحوها وسمحت للشيطا-ن داخلي ان يتملي قسمات جسمها، بحذر اقتربت، ولكزتها في كتفها العاري
فتحت عينيها بكسل، قالت وهي ترفع البطانيه اخيرا وصلت؟
انتظر خارج الغرفه حتي ارتدي ملابسي!
اطعتها ووقفت علي باب الغرفه انهي سيجارتي
ادخل! دخلت،جلست على طرف السرير، قلت بشك انت بشريه؟
قالت، انت غبي؟
لو كنت جن-يه كنت شعرت بك قبل أن تعاين جسدي العاري
المهم، من انت؟ قلت فهد
قلت اول مره! ؟
قالت اليك التعليمات، ستظل هنا بهذه القريه، تعالج المرضي الذين يأتون إليك حتي يحضر شخص آخر لاستبدالك، هذا في الظروف العاديه
في الحاله الأخري، سيحضر هنا ولا اتمنى ذلك، جن-يه عجوز او شابه تأخذك لمملكتها لتسديد دينك
قلت اولا من سأعالج؟
قالت مرضي، بشريين في العاده من الذين حضرو معك وفي حالات نادره جا-ن
قلت الجا-ن يمرضون؟
قالت أحيانآ
الطعام سيصلك كل يوم، طبعا دون أن تشعر،، اذا كنت محظوظ لن يزعجك احد، ستمر ايامك هادئه حتي موعد عودتك
منذ متى وانتي هنا؟
قالت ربما شهر
قلت وانا؟
قالت الرحله الاولي شهرين، بعدها انت وحسن سلوكك وكفأتك
سأرحل الأن، أخيرآ سددت ديني، انا حره
انت أيضآ ابنت جا-ن؟
قالت نعم، لكن لا آحد يعوف ذلك، الجا-ن يطمسون الحقائق خلفنا
عند عودتك ستفاجأء ان لا احد شعر بغيابك
لا تحاول الخروج من القريه، لا تتذاكي ادي عملك بضمير، اقضي وقتك وارحل